الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:09 AM
الظهر 12:44 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:02 PM
العشاء 8:19 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

المسجد الأقصى: مركز “الإلتهاب”‏

الكاتب: د. أسعد عبد الرحمن

لم تدخر الحكومات الإسرائيلية اليمينية المتطرفة المتعاقبة، ومن ورائها ‏منظمات “الهيكل المزعوم” الصهيونية جهدا إلا واستخدمته لصالح بناء ذلك ‏‏”الهيكل” وتطبيق “حق” صلاة اليهود في المسجد الأقصى!! ومنذ سنوات طوال، ‏يجري العمل بسياسة “الخطوة خطوة” على تقسيم الحرم القدسي وإتاحة المجال ‏لليهود لأداء الصلوات فيه، وفرض تقسيم على غرار التقسيم الذي فرضه الاحتلال ‏في الحرم الإبراهيمي في الخليل. وفي قرار هو الأول من نوعه، أقرت محكمة ‏‏”إسرائيلية”، بـ”الحق المحدود لليهود في أداء صلوات” في المسجد الأقصى، ‏وقررت أن وجود مصلين يهود في الحرم القدسي لا يمثل عملاً إجرامياً طالما تظل ‏صلواتهم صامتة وذلك وسط ترحيب واسع من عصابات المعبد والهيكل المزعوم.‏

صحيح أن القرار تم إلغاؤه، تحت وقع تهديدات المقاومة وحالة الغليان التي ‏أعقبت القرار من قبل المقدسيين، وبعض التدخلات الدولية والعربية (الأردن ‏تحديدا)، إلا أننا اليوم أمام حرب مفتوحة على مصراعيها في القدس، فلا يكاد يمر ‏يوم دون قرار أو انتهاك إسرائيلي ضد المدينة وسكانها وآخرها قرار المحكمة ‏بالسماح للجماعات اليهودية المتطرفة بأداء الطقوس الدينية في ساحاته، بعد أن باتت ‏شرطة الاحتلال تغض الطرف عن قيام المتطرفين بأداء طقوس دينية يهودية خلال ‏اقتحاماتهم للأقصى بعد التزايد الملحوظ في أعداد المقتحمين للمسجد! بل إنهم رفعوا ‏فيه العلم الإسرائيلي، في تحد سافر للوصاية الهاشمية والقانون الدولي الذي يعتبر ‏القدس الشرقية، بما فيها البلدة القديمة، مناطق فلسطينية محتلة. هذا، فضلا عن ‏شروع بلدية الاحتلال بوضع الأسس لإقامة أكثر من 9000 وحدة استعمارية/ ‏‏”استيطانية” جديدة على أرض مطار القدس الدولي في قلنديا بالتزامن مع الشروع ‏بشق نفق للمستعمرين/ “للمستوطنين” أسفل حاجز قلنديا العسكري. وجميع هذه ‏التعديات، تجري بالتزامن مع الاستعدادات لتنفيذ المشروع “الاستيطاني إي واحد”، ‏شرق القدس، وإقامة آلاف الوحدات في المستعمرات غير الشرعية القائمة على ‏أراضي المدينة بما فيها “رامات شلومو” و”هار حوماه” و”جفعات هاماتوس” ‏و”غيلو” وغيرها، وذلك في ظل الاستمرار بمخططات التطهير العرقي في أحياء ‏المدينة وبخاصة الشيخ جراح وسلوان مع التصعيد الخطير في عمليات هدم المنازل.‏

مع استمرار إنكار دولة الاحتلال حقوق المقدسيين، يرجح عديد المراقبين ‏الإسرائيليين والغربيين أن الإنفجار في القدس آت. فالقدس باتت اليوم المحرك الأكبر ‏للمقاومة والرفض الفلسطيني للمقارفات الإسرائيلية المتواصلة. ومن المتوقع أن ‏التطورات في “زهرة المدائن” قد تمتد آثارها إلى باقي الأراضي المحتلة. ففي أيار ‏الماضي، حين التهبت القدس تداعت الضفة الغربية وفلسطين 48 بالدفاع والمواجهة، ‏وتفاقمت الأمور فجاء الرد من قطاع غزة، ولم يصدق قادة الدولة الصهيونية أن ‏المقاومة تمهلهم زمنا محددا لينسحبوا من المسجد الأقصى ويوقفوا قمعهم المصلين‎.‎‏ ‏وهو المشهد الذي فاجأ الاحتلال حين واجه معنى قوة وحدة الكل الفلسطيني على ‏امتداد “فلسطين التاريخية”‏‎.‎

مركز الإلتهاب في القدس هو المسجد الأقصى، وما يجري هو انتهاك خطير ‏للوضع التاريخي القائم في المسجد ويمهد الطريق لمحاولة فرض التقسيم الزماني ‏والمكاني في الأقصى. ويمارس الأردن فعلا مسؤولياته في مقاومة مخططات ‏الاحتلال استنادا إلى البند التاسع من اتفاقية وادي عربة الذي ينصُّ على: “تَحترم ‏إسرائيل الدور الخاص للمملكة الأردنية الهاشمية في الأماكن الإسلامية المقدسة في ‏القدس، وعند انعقاد مفاوضات الوضع النهائي ستولي إسرائيل أولوية كبرى للدور ‏الأردني التاريخي في هذه الأماكن”.‏

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...