الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:40 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:17 PM
العشاء 8:37 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

شيرين تعيد توجيه البوصلة نحو فلسطين

الكاتب: سليم مصطفى بودبوس

 في الوقت الذي انشغل فيه العالم بالحرب الروسية الأوكرانية، وبالاصطفاف مع هذا الحلف أو ذاك، كانت فلسطين عمومًا ومخيّماتها، ومدينة القدس خصوصًا والمسجد الأقصى بالأخصّ، تتعرّض لحملة شرسة واستخدام مفرط للعنف من قوات الشرطة الإسرائيلية تجاه المقدسيين ما أدّى إلى إصابة واعتقال عشرات الفلسطينيين، وسط دعوات المستوطنين إلى اقتحام المسجد الأقصى والبلدة القديمة في إطار سياسة الجماعات الإسرائيلية المتطرفة، والمنظمات اليمينية الصهيونية التي تحاول فرض أجندتها في المدينة المقدسة وتسعى سعيًا محمومًا إلى تهويد المدينة وطمس هويتها العربيةالإسلامية...

في هذه الأثناء، وقبيل أيام قليلة من ذكرى النكبة الأليمة، وفي ظلّ انقسام فلسطيني غير محمود العواقب وانشغال بعضهم بالمواقع والمناصب... كان الجميع ينتظر تقارير الصحفية شيرين ابو عاقلة وما تنقله لنا من أخبار عن معاناة الفلسطينين في الداخل.. ليصحو الجميع صباح الأربعاء 11 مايو الماضي على خبر استشهادها برصاص القوات الإسرائيلية، بحسب الرواية الفلسطينية، في ساحة العمل الميداني بمخيّم جنين وهي تؤدي مهمّتها الصحفية بكل حرفية ومهنية.

وباغتيال شيرين عادت البوصلة من جديد نحو فلسطين نحو معاناتها اليومية والتاريخية، وانصبّ الاهتمام على التذكير بحالات مماثلة وقعت في العراق وسوريا وسابقا أيضا في فلسطين، وانشغل الإعلام العربي ومواقع التواصل الاجتماعي على وجه الخصوص بهذه النكبة أيّامًا قليلة قبل ذكرى النكبة، وقد كانت ردة الفعل الشعبيّة العربية في الساحات والميادين وعلى شبكة التواصل الاجتماعي إثر اغتيال شيرين أبو عاقلة دليلاً متجدّدًا على وحدة الوجدان العربي ومركزية القضية الفلسطينية.

لذا فإنّ ذكرى النكبة (15 مايو) تمرّ علينا هذا العام وقد تضاعفت قسوتها على الفلسطينين وكل من يتعاطف مع قضيتهم؛ إذْ للقدس دوما دور محوريّ في توحيد الفصائل الفلسطينية وجمعهم على كلمة سواء هي «القدس» بكلّ مقدّساتها وتراثها... بعد أن تبعثرت كلمتهم في ظل حالة الانقسام والتشرذم السياسي لتكون بوصلة الفلسطينيين جميعا، بوصلة كل فصائل منظمة التحرير وباقي التيارات الناشطة في فلسطين، التي ترى في القدس ثابتًا لا يمكن أن يتغير بالمطلق. 

ذكرى النكبة تمرّ علينا هذا العام، بعد 74 عامًا، وقد تضاعفت قسوتها على الفلسطينين مع اغتيال شيرين أبو عاقلة، وانتشار المشاهد التي وثّقت لحظة اغتيالها ووثّقت أيضا عرضا مروّعا للوحشية والعنف الجامحين، وغياب الأخلاق عند موكب الجنازة.. حيث لم يوجد مبرّر لضرب حاملي النعش العزّل من أمام المستشفى الفرنسي، وحتّى وإن أصرّ المشيّعون على رفع العلم الفلسطيني، بالرغم من حظر إسرائيل أي مظاهر سيادية للسلطة الفلسطينية في القدس الشرقية، فقد كان التفاوض ممكنا، علما وأنَّ القدس الشرقية احتلتها إسرائيل في العام 1967 وضمتها لاحقًا في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي في حين ينظر الفلسطينيون إلى القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.

ذكرى النكبة تمرّ علينا هذا العام لتقول إنّ النكبة متواصلة ليس فقط بما يحصل للمقدسيين في الداخل ومعاناتهم المتواصلة وصراعهم المرير من أجل المحافظة على بيوتهم أراضيهم، ولا لما يحصل للاجئين في مخيمات الشتات..، ولا..، ولا..، وإنّما أيضًا لما يقع من تضييق وترهيب للعمل الصحفي الميداني لنقل الحقائق وفضح الجرائم.. فها هي الذكرى 74 للنكبة تمرّ علينا بكل ألم الدنيا مع ردود فعل عربية ودولية تكاد تكون على هامش الحدث. 

مع ذكرى النكبة واغتيال شيرين هذا العام، تعود البوصلة لتتوجّه نحو الحقيقة نحو القدس نحو فلسطين ولتستعيد مركزيتها لا في العالم العربي فقط، وإنما في كل العالم لعلّ ذكرى النكبة هذا العام تكون تاريخًا مفصليًا في طريق استرجاع الفلسطينيين لحقوقهم المشروعة.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...