الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:29 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:22 PM
العشاء 8:44 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

جامعة بيرزيت.. القلعة الحامية لظهر المجتمع الفلسطيني

الكاتب: الاستاذ اسعد سعيد سنقرط

شاءت الأقدار أن أكون واحداً من طلبة الدفعة الأولى لجامعة بيرزيت، ‏وحين استعرض انجازات حياتي وجدت فيها الكثير من الانجازات ‏الوطنية والأكاديمية والعلمية والتّجارية، وحين أرجع إلى النفس أجد أن ‏أهم الانجازات وأقواها هي القوة النفسية التي حصلت عليها من وجودي ‏في هذا الصرح العظيم. سابقاً في مقتبل العمر، بدات في هذه الجامعة ‏كأي طالب عادي، ولكن لكون النظام في الجامعة كان يحترم التعددية ‏سواء السياسية أو الفكرية أو الاجتماعية أو الدينية، والذي يقدّر القيمة ‏للانسان بغض النظر عن أي انتماء لديه، اتاح الفرصة ليس لي فقط ‏وإنما للعديد من زملاء تلك المرحلة كي ننطلق بانتماء وطني خالص ‏لاثبات الذات والنجاح في حياتنا وانتمائنا لمجتمعنا الفلسطيني ولوطننا ‏الغالي مهما كانت الظروف والصعوبات من الاحتلال. ‏ ‏ لم انتم في حياتي لفصيل سياسي أو فكري أو وسط اجتماعي ‏معين، ولكن الروح التي تعلمناها جعلتنا من خلال احترام الذات أن ‏نحترم الجميع مهما كانت الاختلافات والتعدديات، ولكوني كنت ناشطاً ‏سياسياً وطلابياً في تلك الفترة، إذ كنت رئيساً لمجلس الطلبة، أشهد أن ‏الدعم لكل عمل وطني كان من الخصوم مثلما كان من الأصدقاء ‏والحلفاء.‏

‏ هذه هي الروح التي كانت في جامعة بيرزيت، والتي نتج عنها ‏الكثير من القادة السياسيين والأكاديميين والعلماء والمفكرين والأدباء ‏والشعراء والقادة الوطنيين، والناجحين في أعمالهم من خلال انتمائهم ‏لمجتمعهم أولاً قبل التفكير بمصالحهم الشخصية. ‏

‏ ولكوني حافظت على علاقتي مع الجامعة في مؤسسات تطوعية ‏مختلفة منذ دراستي وتخرجي من حوالي نصف قرن من الزمان بعلاقة ‏ليس فيها إلا الاحترام والمحبة والوفاء لذكريات كان لها الأثر الأكبر في ‏النجاح في الحياة والانتماء.‏

يؤسفني أن استمع أو أشاهد الحال الذي وصلت إليه الجامعة وموظفيها ‏ومعلميها وطلابها من وضع ضعيف للانتماء للجامعة والمجتمع ‏والوطن.‏

‏ في جامعة بيرزيت تعلمنا معنى العمل التطوعي، وحكمة انه لا ‏يوجد مشكلة دون حل، وتعلمنا تغليب المصلحة العامة للجميع والوطن ‏على حساب المصلحة الشخصية. كانت العلاقة بين المعلم والطالب ‏مبنية على الصدافة والتعاون والبحث عن كل ما يفيد الوطن، مما جعلها ‏نموذجاً للانتماء الوطني والحوار المفتوح والتفاهم على مستقبل أفضل ‏للجميع. ‏

‏ فاسمحوا لي بان أدعو الجميع داخل هذا الحرم الجامعي إلى ‏تقديم المصلحة العامة ومصلحة الجامعة والوطن على أية مصالح ‏شخصية أو أية مصالح أخرى، وأن يبدأ الحوار من داخل الجامعة على ‏هذا الأساس للحفاظ على النهج الذي تعلمناه وسرنا على خطاه طويلاً، ‏حتى تبقى هذه الجامعة القلعة التي اعتدنا أن تكون حامية لظهر ‏ومستقبل المجتمع الفلسطيني. ‏

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...